حليب الأم يحمي من الإسهال خلال الحول الأول من الحياة.



لا يخفى علينا أن غالبية النساء في الآونة الأخيرة اقتنعوا بنجاعة الرضاعة وبمدى أهمية حليبهن لفلذات أكبادهن، وقد صار البعض يلجأ لضخ الحليب من الثدي والإرضاع بواسطة الزجاجة لضيق الوقت أو لأسباب أخرى. إلا أن دراسة حديثة أجراها باحثون أكدت أن الرضاعة المباشرة من الثدي هي أكثر صحة من حليب الأم المضخ في الزجاجة لتقليل مخاطر عدوى الأذن، إضافة إلى خفضها من خطر الإسهال.

و تقول الدكتورة سارة كيم المشرفة على الدراسة بالمعهد ذاته: ”إننا لا ندعو الأمهات للتوقف عن ضخ الحليب؛ فالمعطيات الحالية ليست كافية للحسم في ما إذا كان حليب الأم المضخ بديل ناجع للرضاعة المباشرة بالثدي، لذلك فنحن بحاجة لمزيد من الأبحاث والدراسات “.

ولقد قامت الدراسة الصادرة في مجلة طب الأطفال على 491 من الأمهات اللواتي شاركن فيها، وقد استُبعدت الأمهات الذين صرحن بنيتهن في استعمال الحليب المضخ فقط، ومن بين ما تبقى فإن 3 أمهات من أصل 4 يستعملن توليفة من الرضاعة المباشرة بالثدي والحليب المضخ وحليب الصيدلية خلال 12 شهر الأولى من حياة أطفالهم.

وقد كشفت البحوث أن شهرا واحدا من الرضاعة الطبيعية المباشرة مرتبط بانخفاض احتمال الإصابة بالتهاب الأذن بنسبة 4% في حين أن ستة أشهر مرتبطة بنسبة انخفاض تصل إلى 17% ، ومن بين الرضع الذين خضعوا لرضاعة مباشرة أو عن طريق الحليب المضخ خلال الستة أشهر الأولى فإن احتمال الإصابة بالتهاب الأذن يرتفع بنسبة 14% تقريبا عند استعمال الحليب المضخ خلال شهر واحد وتصل إلى 115% خلال ستة أشهر من الاستعمال.

وتقول الدكتورة كيم موضحة: ”ما زال الأمر غير واضح تماما، فمن المحتمل أن الضغط السلبي الذي تولده الرَضّاعة أثناء الإرضاع ينتقل إلى الأذن الوسطى للرضيع ليتسبب في التهابات الأذن”.

وتؤكد هذه الدراسة على أن حليب الأم أيا كانت طريقة الإرضاع يقلل من خطر الإسهال بنسبة 30%؛ فالرضاعة الطبيعية المباشرة من الثدي تقلل من الإصابة بنسبة 26% في حين يرفع حليب الصيدلية من احتمال الإصابة بنسبة 34% .

وحسب الباحثين فإن المادة المغذية بغض النظر عن الطريقة هي المحدد الرئيس لاختلاف نسبة خطر الإسهال.

وقد أتت هذه الدراسة حسب كيلي ماكنمارا بون لتحديد الفرق في مساهمة كل من المادة المغذية في صحة الرضيع وهي في حالتنا إما حليب الأم أو حليب الصيدلية، و طريقة تقديم حليب الأم سواء أكانت مباشرة أو عن طريق ضخه، ولتوضح دور الفروق السوسيواقتصادية في الإرضاع: فالأمهات ذوات مركز سوسيواقتصادي مرموق يلجأن إلى حليب الأم و الرضاعة المباشرة عكس الأمهات الأقل مستوى سوسيواقتصادي فيستعملن الحليب المضخ أو حليب الصيدلية.