الإمــام إبن عـرفة ... هو أبو عبد الله محمد بن محمد بن محمد بن عرفة الورغمّي، ولد سنة 1316 و توفي عام 1400، فقيه زيتوني مالكي و إمام جامع الزيتونة و خطيبه في العهد الحفصي، و يعتبر مرجعا و ساس من أسس المذهب المالكي في تونس و شمال إفريقيا
تفقّه على يدي القاضي إبن عبد السلام الهواري و أخذ عنه الأصول، و أخذ القراءات عن محمد بن محمد بن حسن بن سلامة الأنصاري
عاصر العلامة عبد الرحمن بن خلدون و تنافس معه، و كان بينهما شيء من العداوة
برز في الأصول و الفروع و القراءات و غير ذلك، و صار المرجوع إليه في الفتوى بشمال إفريقيا، و تصدى للتدريس و إسماع الحديث مع علو التربة عند السلطان
حجّ سنة 1391، و مرّ بالقاهرة حيث أخذ عنه المصريون و كذلك المدنيون
من كتبه :
المختصر الكبير : في فقه المالكية
المختصر الشامل : في التوحيد
مختصر الفرائض
المبسوط : في الفقه، متكون من سبعة مجلدات
الطرق الواضحة في عمل المناصحة
الحدود : في التعاريف الفقهية
من تلاميذه :
أبو مهدي عيسى الغبريني قاضي الجماعة بتونس ، الذي قال فيه : إن هذا الرجل الذي مكث بجامع الزيتونة خمسين عاما مدرسا وإماما وخطيبا ومفتيا ومقرئا صائم الدهر، ولا يفتر عن تلاوة القرآن، منقطعا عن السياسة و مداخلة الحكام، فلا يرى إلا في الجامع أو في حلقة التدريس.
إنه ليمثل انقطاعا عاكفا في محراب العبادة، ومدارسة فنون المعرفة، وهي صفات العالم العامل المنتج، وتلك التي أهلته لكي يكون مصنفا يؤلف الكتب، ويخرج الفحول، ولو استنطقنا سواري جامع الزيتونة لما أعيت جوابا
و من تلاميذه أيضا الفقيه المفتي البرزلي دفين الزلاج و الإمام الأبي شارح صحيح مسلم