المنتدى الأسلامى العام General Islamic Forum |
![]() ![]() |
| LinkBack | أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() | #1 |
صديق المنتدى ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() | ![]() بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته سبيل السعادتين في إجتناب الجهالتين لقد تظافرت آيات الله الكونيّة والشرعيّة على السّواء ، وبلا مراء ؛ أنّ السعادتين - في الدنيا والآخرة – مرهونتان باجتناب الجهالتين : 1 - جهالة العلم .2 - وجهالة العمل وما حلّ بالنّاس من مكروه ولا حصل لهم عنت إلاّ كانت إحداهما سببه . فإنّ النّوع الإنسانيّ لا يصلح إلاّ إذا تجرّد من الجهل كلّه . فإنّه وإن تقرّر شرعا أنّ فساد الأديان شرّ من فساد الأبدان ، بل لا قياس لحجم هذا الفساد على حجم ذاك ، إلاّ أنّ كلا الفسادين من جرّاء الجهالتين المذكورتين . ولعلّك لمحت أنّي لا أعني بالجهل هنا : نعرّف به نقيض العلم فحسب ، كما يفهمه من أوّل إدراك كلّ أحد ؛ ولكن هو جهل العلم وجهل العمل على السّواء . جهالة العلم : لا يزال يكتب الكاتبون في أدب الدّنيا والدّين مقالات في ذمّ الجهل ومدح العلم كالدّرر ، لك أن تستخرج منها من كنوز النّصائح ما لو وقع عليه المتنكّب طريق نجاته لعلم منه سبيل خلاصه . وإنّ الله مذ انشأ آدم على وجه هذه البسيطة ؛ لم يزل عقلاء ذرّيته -أنبياء وعلماء- يحذّرون أممهم من الجهل وغوائله ، ويرشدونهم إلى العلم وفضائله . والمرء منذ يصير يعي الخير والشّرّ ؛ تراه يتطلّب أسباب سعادته طمعا في تحصيلها ، حتى تكون سبيله إلى راحة نفسه . غير أنّ كثيرا قد غفلوا عن معنى السّعادة المنشودة والرّاحة المقصودة على الوجه الّذي نزل به الوحي وجاء به الشّرع ؛ وإنّما هي في العلم تحصيلا وأعمالا . إنّ الجهل منجم الباطل ، ومنبع الضّلالة ومغلاس الفتنة ، ووكر الشّر ، ومستثار الهوى ، ومرسى الشّبهات ، وعرصة الغيّ ، وعشّ الباطل .. ولو أردت ان أزيدك زدتّك ، وإنّما غرضي من تعريفك حدّه ومعناه ؛ أن تبغضه وتتعدّاه . ومنشأ تفضيل المتعلّم على غيره حصل في الملإ الأعلى - قبل أن ينزل به الشرع - في أعظم مشهد ، وبين يدي أعظم شاهد ، وذلك أنّ الله ( سبحانه لمّا اراد إظهار تفضيل آدم وتمييزه وفضله ميّزه عليهم بالعلم ؛ فعلّمه الأسماء كلّها ، ثمّ عرضهم على الملائكة فقال : ( أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين (31) ) .. [سورة البقرة] ، فحينئذ أظهر لهم فضل آدم بما خصّه به من العلم ) (1) . ومن أحسن ما قيل في الجمع بين فضل العلم وشؤم الجهل : العلم ينهض بالخسيس إلى العلا ....................... والجهل يقعد بالفتى المنسوب . ولمّا علم القوم فضل العلم وأنّه حبل الله الممدود لكلّ طالب نجاة ؛ قال قائلهم : ( حظّ من علم أحبّ إليّ من حظّ من عبادة ) (2) . وقال بشر الحافي رحمه الله : وهو أحد أعبد أهل زمانه : ( لا أعلم على وجه الأرض عملا افضل من طلب العلم والحديث لمن إتّقى الله وحسنت نيّته فيه ) . وقال سفيان الثوري رحمه الله : ( ما اعلم شيئا يراد الله به افضل من طلب العلم ) . والحظ معنى السّعادة والنّجاة في ارتباط العلم بمعنى الحياة ، في جميل اقتباس النبيّ صلى الله عليه وسلّم حين تسميته النّوم موتا في بعض كلامه ؛ وهو إنّما سمّاه كذلك لشبهه به في فقد الحياة . وأنت لو تمعّنت لرأيت النّائم إنّما زالت منه حياته العلميّة لا الرّوحية (3) ، ولأجل ذلك ارتفع تكليفه. وإذا ارتفع العلم وحطّ الجهل صحّ تسمية الحدث موتا بنصّ القران الكريم فقد قال الله سبحانه لنبيه صلى الله عليه وسلم : ( إنّك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصمّ الدعاء ) [النمل : 80 ] ، وهو إنّما كان يدعو أحياء يروحون ويجيئون . (لا تسمعهم شيئا ينفعهم شيئا ينفعهم ، فكذلك هؤلاء على قلوبهم غشاوة ، وفي آذانهم وقر الكفر ). وفي هذا المعنى قال الشّاعر : وفي الجهل قبل الموت موت لاهله ................. وأجسامهم قبل القبور قبور جهالة العمل : وأمّا الجهالة الثانية : فجهالة العمل . ومعناها : الفصل بين طلب العلم وبين توظيفه والعمل به . وهي من أشنع مظاهر الجهل وشرّها . فإنّ فيها خصلتين مذمومتين متلازمتين فأمّا الأولى : فتعطيل الحكمة الّتي من اجلها كان الحضّ على طلب العلم والأمر به ، ألا وهي طلب العمل به ، فإنّما هو وسيلة والعالم به هو الغاية . فمن أتعب نفسه في تحصيل الوسائل واهمل الغايات ؛ كان ذلك عند العقلاء من نقصان العقل ، وعند الفقهاء من فساد النيّة . وأمّا الثّانية اللاّزمة : فالتّشبه ببعض شرّ خلق الله ؛ ألا وهم اليهود ، فإنّهم أكثر النّاس تركا للعمل عند نزول البيّنات ، اعاذنا الله من اخلاقهم . ولهذا قال ابن المبارك رحمه الله : ( من فسد من علمائنا ففيه شبه باليهود ) نعم ؛ العلم في نفسه خصلة محمودة ، وحسنة مطلوبة وعمل صالح ، بل هو أفضل القرب بعد أداء ما افترض الله سبحانه على العباد. فإنّ فيه صلاحهم ، وبه فلاحهم ، وهو مبتدأ كلّ خير في دين أو في دنيا ، وقد مرّ بيان ذلك . لكنّ هذا حاصل لمن كانت نيّته العمل به ، وغجراء مقتضاه على الجوارح ، قياما بحقّه الشّرعيّ المتضمّن في قوله تعالى : (فاعلم أنّه لا إله إلاّ الله واستغفر لذنبك ) [محمّد : 19 ] . فإنّ الله - سبحانه - طلب الإستغفار من الخطايا ؛ وهو عمل ، مقرونا مع الأمر بطلب العلم ؛ لتعلم أنّ صلاح العمل من صلاح العلم ، وصحّته من صحّته ، وانّ ترك العمل جهل ايضا ، إذ العلم ما أورث الخشية ، وحضّ على العمل وطلب البراءة . يبيّن هذا كلّه ّ؛ تفسير السلف الصالح رضي الله عنه للجهالة في قوله سبحانه : ( إنّما التوبة على الله للذين يعملون السّوء بجهالة ) [ النساء : 17 ] ، بأنّ كلّ من عصى الله تعالى فهو جاهل . قال ابن كثيرا - رحمه الله تعالى - : ( قال مجاهد وغير واحد : كلّ من عصى الله خطأ أو عمدا فهو جاهل ، حتّى ينزع عن الذنب ) (4) . وقال ابن جرير رحمه الله في تفسير قوله تعالى : ( ثمّ إنّ ربّك للذين عملوا السوء بجهالة ثمّ تابوا من بعد ذلك واصلحوا إنّ ربّك من بعدها لغفور رحيم (119) ) : ( إنّ ربّك للذين عصوا الله فجهلوا بركوبهم ما ركبوا من معصية الله وسفهوا بذلك .. ) (5) . ولهذا قال ابن القيّم رحمه الله تحت آية النساء : ( والجهالة هنا ؛ جهالة العمل ، وغن كان عالما بالتحريم .. ) (6) . وقال رحمه الله في موضع اخر في الكلام على قوله تعالى ( ففرّوا إلى الله ) [ الذاريات : 50] : ( فالفرار المذكور : هو الفرار من الجهلين ؛ من الجهل بالعلم إلى تحصيله اعتقادا ومعرفة وبصيرة ، ومن جهل العمل إلى السّعي النّافع والعمل الصّالح ؛ قصدا وسعيا ) (7) . ومن عظيم فوائد هذا الفرار إلى العمل ؛ ما يمد الله به العبد من السداد والإصابة في بعض ما يلجأ إليه أحيانا من التوقيع عنه سبحانه . فلقد وعد الله الصّالح من أهل العلم أن يلهمه رشده أحوج ما يكون إليه ؛ وذلك بإطلاعه على الفرق بين الحقّ والباطل والهدي والضّلال ، فقال سبحانه : ( يا أيّها الذين ءامنوا إن تتّقوا الله يجعل لّكم فرقانا ) [الأنفال : 29] ، وقال سبحانه : ( والّذين اهتدوا زادهم هدى وءاتهم تقواهم (17) ) [محمّد : 17 ] . أختم واقول : أنا أعلم أنه قد كتب في فضل العلم والعمل من هو أفصح لسانا واعذب بيانا ؛ وإنّما نحن في جنبهم وجنب من نكتب لهم كقول الشّاعر : وتراه يصغي للحديث بسمعه وبقلبه ولعلّه ادرى به ......................... ..... ............ 1 - ( مفتاح دار السعادة ) (1/52) .2 - قاله مطرف بن الشّخير ، اخرجه عبدد الرزاق في (المصنف) (11/253) ، وابن عبد البر في (جامع بيان العلم وفضله) .3 - (لسان العرب ) : مادة موت (2/90) .4 - ( تفسير ابن كثير) (2/235) .5 - (تفسير ابن جرير) (17/316) .6 - (مدارج السالكين) (1/284) .7 - (مدارج السالكين) (1/284) . |
![]() | ![]() |
![]() | #2 |
صديق المنتدى ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() | ![]() |
![]() | ![]() |
![]() | #3 |
صديق المنتدى ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() | ![]() مشكور بارك الله فيك وجعله في موازين حسناتك |
![]() | ![]() |
![]() | #4 |
صديق المنتدى ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() | ![]() ![]() |
![]() | ![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | |
| |
![]() | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
بكفالة إخلاء سبيل 19 من الألتراس | حسام مشعل | أخـــبار مصر ( ام الدنيا ) | 2 | 10-18-2013 06:15 AM |
هل تضحّين في سبيل راحة أبنائك | احمد عوض | ركن الام والفتاة | 1 | 10-11-2013 08:46 AM |
ادع إلى سبيل ربك.. | IMAM | المنتدى الأسلامى العام | 4 | 08-10-2013 12:08 PM |
كتاب : سبيل المؤمنين | الساهر | الأدعية و الكتب والاسطوانات والتفاسير الاسلامية | 3 | 06-28-2013 05:32 PM |
ساعات الفجر الأولى لا شبيه لها | yasser | منتدى الحوار العام | 3 | 03-06-2013 02:07 PM |